أميرة الأحزان مشرفة
الجنس :
المهنة :
عدد الرسائل : 400
العمر : 33
الدولة :
نقاط : 1186
| موضوع: من أبطال الإسلام… المقداد بن عمرو -رضي الله عنه السبت فبراير 09, 2013 2:22 pm | |
| الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، ولدي العزيز، قصتي معك اليوم عن بطل همام، وشجاع مشهور من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هو: هاشم بن عتبة بن أبي وقاص -رضي الله عنه-. أسلم هاشم يوم فتح مكة، وحسن إسلامه، وانقلب من عدو لله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- إلى ولي حميم لله ولرسوله -صلى الله عليه وسلم- ولدينه. وكذلك ينبغي أن يكون كل مسلم عاش في جاهلية المعاصي يوماً ما. كان هاشم من الأبطال المعدودين، ومن شجاعته وهمته في الحرب كان يلقب بـ "المقال". أي: السريع إلى العدو. لقد خرج بطلنا هاشم مع عمه "سعد بن أبي وقاص" أمير الجيش الإسلامي في بلاد الفرس لفتحها، ولإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. وهناك أبلى هاشم بلاء حسناً، وكانت أيامه بيضاء غراء. ومن أيامه الغر "البيض" -رضي الله عنه- يوم "مظلم ساباط" مكان بالعراق بعد بلدة "نهر شير " التي فتحها المسلمون. في هذا المكان تجمعت كتائب كثيرة لكسرى -حاكم الفرس- يسمونها "بوران" يقسمون كل يوم: "لا يزول ملك فارس ما عشنا"، وقد أعدوا أسداً كبيراً يقال له: المقرط" في طريق المسلمين! ظنوا أن المجاهدين في سبيل الله الذين يحبونه الموت ويؤثرونه على الحياة مثلهم سيخافون ويفرون من أسد! لم يعلموا أن رضاء رب العالمين، والفوز بجنته، ونيل كرامته هو مطلوبهم. ولم يعلموا أن الأسد حيوان مسخر مربوب، والله -تعالى- قادر أن يحوله عليهم، كـ"فيل أبرهة"! (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ). ابني العزيز: لقد تقدم المسلمون، فسيَّب الفرس الأسد! وكان هاشم في المقدمة -رضي الله عنه-، فتقدم بسرعة إلى الأسد، فقتله، والفرس ينظرون! فكبر المسلمون تكبيرة أفزعت قلوب الفرس، واستمر هاشم في تقدمه وسرعته ومن ورائه الفاتحون، فحمل على الفرس حملة شديدة أزالتهم عن أماكنهم، وهو يتلو قول الله -تعالى- (أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ)، وتم النصر بفضل الله -تعالى- وله الحمد والمنة. وفي هذا اليوم قبَّل سعد -رضي الله عنه- رأس هاشم ابن أخيه؛ تكريماً له، وقبَّل هاشم قدم سعد؛ إجلالاً واحتراماً له، ولقب سيف هاشم من ذلك اليوم بـ" المنن". فرضي الله عنه، وعن صحابة النبي -صلى الله عليه وسلم- أجمعين. بني: هكذا ينبغي أن تُربَى، وأن يكون شأنك دائماً تقوى وعفاف، وحفظ للحرمات، وذود عن المقدسات. والله المستعان
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد، فأنت الآن -يا ولدي العزيز- مع قصة جديدة، مع قصة بطل من أبطال الإسلام، نتعرف على مشهد من مشاهده، نأخذ منه الفائدة والعبرة، ليكون نبراساً لك في حياتك، فإن حكايات الصالحين جند من جنود الله، ونحن مأمورون بموالاة المؤمنين الصالحين، أي: حبهم ونصرتهم، والتشبه بهم في أصل أعمالهم الصالحة، نتقرب بها إلى الله -تعالى-. المقداد بن عمرو -رضي الله عنه- هذا البطل -يا ولدي- هو الصحابي الجليل المقداد بن عمرو -رضي الله عنه-، وكان من أخباره أنه أسلم قديماً، وزوَّجه الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابنة عمه "ضُبَاعَةَ بِنْتَ الزُّبَيْرِ ابن عبد المطلب" -رضي الله عنها-، وهاجر الهجرتين إلى الحبشة، وإلى يثرب "المدينة المنورة"، وشهد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المشاهد "الغزوات" كلها. ومن مشاهده الجليلة -رضي الله عنه- ما كان منه في يوم بدر "غزوة بدر"!! قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: شَهِدْتُ مِنَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ مَشْهَدًا ، لأَنْ أَكُونَ صَاحِبَهُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا عُدِلَ بِهِ (أي: يعادله من مال وغيره)، أَتَى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- وَهْوَ يَدْعُو عَلَى الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: لاَ نَقُولُ كَمَا قَالَ قَوْمُ مُوسَى اذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلاَ أي: (لا نتحرك من مكاننا). وَلَكِنَّا نُقَاتِلُ عَنْ يَمِينِكَ وَعَنْ شِمَالِكَ وَبَيْنَ يَدَيْكَ وَخَلْفَكَ . فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- أَشْرَقَ وَجْهُهُ وَسَرَّهُ. أي: ما قاله المقداد". انفرد بإخراجه البخاري. وروى ابن أبي حاتم -رحمه الله- بسنده عن أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنه- أنه قال: "فتمنينا -معشرَ الأنصار- لو أنا قلنا مثل ما قال المقداد أحب إلينا من أن يكون لنا مال عظيم". ولدي الحبيب: هذا مشهد عظيم من مشاهد هذا البطل الصحابي الجليل -رضي الله عنه- نتعلم منه: 1- وجوب محبة النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن تُقدَّم محبته -صلى الله عليه وسلم- على محبة النفس والولد والوالد، والأهل والمال والناس أجمعين، وأن يُفدى بكل هذا. 2- أن تدافِعَ عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأن تنصرَه بكل مُستطاع. 3- أن تحب الخير ، وتعمله، وتسعى إليه، وأن تحزن على فواته. واعلم أن الطريق إلى ذلك يكون بكثرة الصلاة والسلام عليه -صلى الله عليه وسلم-، وبقراءة سيرته الشريفة -صلى الله عليه وسلم-، ومعرفة تشريفاته التي شرفه الله -تعالى- بها، وأن تتسلح بالعلم النافع والعمل الصالح؛ لتذب عن سنته شبهات المبطلين، وتأويلات الجاهلين، وأن تنشط في الدعوة إلى دينه وسنته -صلى الله عليه وسلم-. قال الله -تعالى-: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)(الأحزاب:21)، وقال -تعالى-: (وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا)(النور:54). والله المستعان.
منقول | |
|
أنيسة مشرفة
الجنس :
المهنة :
عدد الرسائل : 54
العمر : 35
الدولة :
نقاط : 111
| موضوع: رد: من أبطال الإسلام… المقداد بن عمرو -رضي الله عنه الثلاثاء مارس 19, 2013 9:07 pm | |
| | |
|