في الحقيقة نحن نسمع في حياتنا اليومية "كيف تعرف نفسك" أو بصيغة أخرى "كيف تعرف شخصيتك" و هل هي سلبية أم إيجابية دون أن نسأل أنفسنا من أين جئنا بهذه العبارة والتي هي في الحقيقة عبارة قالها فيلسوف مشهور ترى من هو؟
شعار أطلقه سقراط-ذلك الفيلسوف- الذي ظهر في أثينا ببلاد البونان في القرن الرابع قبل الميلاد،وبسبب هذا الشعار وما يحمله من أفكار تحررية تم الحكم على ذلك الفيلسوف بالموت وكان قد قارب السبعين من عمره ، ولأنه كان يعرف نفسه جيدا .. ويعرف الآخرين ماذا سيقلون عنه بعد عدة قرون من الزمان؟آثر الموت على أن يهرب كالجبناء ،وذلك عندما أعد له تلاميذه خطة للهروب من اثينا
وأصبح شعار "اعرف نفسك" تعرف شخصيتك قاعدة ذهبية يستهدى بها علماء النفس التحليلي في معرفة كثير من التطبيقات العملية التي تواجههم يوميا من سلوكيات للأفراد والجماعات
و"اعرف نفسك" لم يكن مجرد شعار يدعو إلى تخليص النفس مما علق بها من شرور وآثام ولكن عن طريق معرفة النفس؛ يمكن تفسير كل ما حولنا تفسيرا منطقيا صحيحا
وعلى الرغم من قناعتنا التامة بأن بإمكان الإنسان بأن يعرف نفسه معرفة تامة استنادا إلى البديهية التي تقول:إننا نفكر على نحو منطقي وأن ما ننساه من أحداث؛فإنه يحدث نتيجة تلاشيه من عالم الوجود،وانتهاء أمره إلى عالم اللاوجود .إلا أن هناك آراء من جانب بعض مدارس علم النفس تؤكد:أن النفس البشرية محيط واسع الأرجاء عميق لا يسهل الخوض فيه،أو الإحاطة بما فيه من أحداث دفينة،وأن التفكير الذي يعتقد انه منطقي؛فإن العوامل الانفعالية الكامنة بالنفس هي التي تحركه،وأن هناك "رقيبا" يقف بالمرصاد لما يخشى إعلانه من أفكار وهواجس..وبقوم هذا الرقيب بإبراز أفكار الشخص وتصرفاته وفق ما يتناسب مع المجتمع وقيمه و أخلاقه
ومن أهم فوائد معرفة النفس:معرفة الدور الذي يلعبه تأثير الإنسان الفردي من خلال تصرفاته وسلوكياته على حياته العامة والشخصية،ومعرفة قوانين هذا التأثر وطرقه وتظاهراته
كما أن معرفة النفس وأسرارها،تجعل الإنسان يعرف اسرار النفوذ الشخصي ويصبح في حصن من التاثر بغيره ، ويتحلل من الطاعة العمياء،فلا تأخذه الأقاويل ولا يساق مع الترهات ، ولا ينصاع ذاهلا مفتونا لاراء لم يمحصها ، ولا يتخذ قرارات لم يدرسها ، لذلك يستطيع الانسان أن يضع يديه على نقاط ضعفه جيدا ويتخطاها
وأهم ما نستهدفه من معرفة كل منا لتفسه هو أننا عندما نعرف أنفسنا نعرف نقاط الضعف فيها وعيوبها وكيفية إصلاح تلك العيوب ثم تطوير الشخصية والارتقاء بها،لأن الشخصية المتخلفة عن ركب التطور السريع لا تؤثر في صاحبها فقط بل هي تؤخر في الحقيقة سير المجتمع وتعرقل انسجامه
اتمنى أن اكون قد أفدتكم ولو بجزء بسيط
سلامي