أخواتي/أخواني الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
بعد التحية ...
...
أرحب بكم وأقدِّر وقتكم وما تجود به خواطركم البنَّاءة وتعليقاتكم الموضوعية القيمة ...
يقول عزَّ من قائل:
نبئوني بعلم إن كنتم صادقين (الأنعام:143)
هذا العلم لا علاقة له بالتخصصات ولا بالشيوخ والألقاب والمراكز والمذاهب، لا علاقة له بسلف أو خلف أو نسب أو سلطان. العلم هنا هو الحجة والبرهان (القرآن الكريم وما توثق من أحاديث نبويّة شريفة) على طاولة الحوار يوضعان، لا يهم من قال به، كائناً من كان.
وتأمل:
أفنجعل المسلمين كالمجرمين (35) ما لكم كيف تحكمون (36) أم لكم كتاب فيه تدرسون (37) إن لكم فيه لما تخيرون (38) أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون (39) سلهم أيهم بذلك زعيم (ن:40)
الخطاب ليس لكفار قريش إذ لا نعلم باهتمامهم بالكتب ... بل لنا هذه الأيام ولكل الأزمان والأوطان ...
فما القرآن الكريم بكتاب أموات، بل حيٌّ كريم كقائله سبحانه ...
الكتب المقصودة في الآية الكريمة "أم لكم كتاب فيه تدرسون" هي المورثات الفكرية والكتب التي لا تحصى والتي يستنبط منها كل ما يشاء "إن لكم فيه لما تخيرون" ...
إم إننا نحسب أننا شعب الله تعالى المختار "لا نجتمع على ضلالة" وكل من عدانا في النار "أم لكم أيمان علينا بالغة إلى يوم القيامة إن لكم لما تحكمون"؟
فأي من هذه الكتب التي بين أيدينا الكبير الزعيم "سلهم أيهم بذلك زعيم"؟
أليس القرآن (زعيمهم ) ومصدرهم ونورهم كلهم؟ فلم لا نعود إليه ... حبل الله تعالى الممدود ونترك كل ما يخالف بيننا ويلبس بعضنا البعض شيعا نذيق بعضنا بأس بعض؟
وفقكم الله تعالى جميعا وفتح علينا بالحق أبدا ما أبقانا ... وجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه ... من الذين هداهم الله ... من أولي الألباب ... الذين يعودون إلى لبِّ الأمور أي إلى أصلها ...
ونعجز عن شكركم وأدعوه تعالى أن تكون أعمالكم مضاعفة في موازين حسناتكم جميعا ... آمين ......