ان ألف ليلة وليلة هي من أروع ما ابدعه الانسان وان صفحاتها تشكل بالفعل بنيانا ان هو بنيان نابع من الخيال الا أنه كذلك بنيان يستمد قوته من واقع الحاضر الملموس .
ولا يكفي أن نقارن ألف ليلة ببنيان شامخ أنيق
فلنستطرد ونقول ان الف ليلة بنيان على نمط قصر يحتوي على ثلاث اجنحة :
الجناح الاول يشتمل على نصوص من أصل فارسي و هندي والجناح الثاني على روايات ترجع الى عهد العباسيين أما الجناح الثالث والأخير فهو يصور لنا تاريخ مصر ابان عهد الفاطميين واتفق كل المتخصصين بألف ليلة وليلة على هذا الترتيب الذي نجده في بعض الأحيان واضحا كل الوضوح وفي أحيان اخرى مستترا خفيا
كانت ألف ليلة وليلة بادئ ذي بدء عبارة عن حكايات تروى قبل أن تصبح كتابا يقرأ وعلاوة على مصدرها المجهول تمكنت من اجتيزها كل تلك المراحل وكل تلك المسافات تمكنت من تحطيم كل الحدود أو كل ما يشبه الحدود
ان النصوص الهندية والفارسية التي تحتوي عليها ألف ليلة وليلة تعبر بصفة عامة على الجانب الخيالي فهي تتميز بأسلوب تتخلله الصور الخارقة وتغمره الأشباح المذهلة أما القصص العباسية فهي تصور أغلبها معالم وماثر مدينة بغداد العظيمة في القرن التاسع الميلادي.
أما النصوص المصرية فهي تتميز بسرد الأخبار الاجتماعية في أسلوب يمتاز باللطافة والذوق
ولقد عثر على عدة مخطوطات عربية لألف ليلة وليلة تحتوي على عدة روايات كثيرة أو قليلة الشبه بينها
وفي هذا الصدد تجدر الاشارة الى نقطتين :
أولا : ان هذه المخطوطات تعتمد على اللغة العامية أكثر مما تعتمد على اللغة العربية الفصحى مما يسوغ فهمه اذا أدركنا الدور الهام الذي لعبه الروائي في نقل هذه الحكايات شفويا
ثانيا :وهو مايثير الدهشة المضحكة أن كل النصوص لا تحتوي كما يظن على احدى وألف قصة فالواقع أن هذا العدد وهو عدد رمزي يعني ان النصوص تحتوي على عديد من الحكايات
ولقد انجزت الطبعة الأولى للنص العربي لألف ليلة وليلة في عام 1814 بكالكوتا بالهند أما الطبعة الثانية فقد انجزت سنة 1835 بحي بولاق انجزت على الات طباعة استوردها محمد علي
الا أن الف ليلة وليلة كانت معروفة من قديم في اوربا لدى جميع المثقفين ففي عام 1704 صدر الجزء الأول من الترجمة التي أعدها أنطوان قلاند الذي قام كذلك بترجمة القران الكريم سنة 1710 كما صدرت ترجمات أخرى في نفس الزمان في عدة بلدان وفي عدة لغات : ترجمت الى الانجليزية و الالمانية 1712 والايطالية 1722 والهندية 1732 والروسية 1763 الخ
وعرفت ألف ليلة وليلة انذاك نجاحا باهرا لم يسبق له مثيل في العالم
دون ان ننسى ان البطلة الحقيقية في كل هذا هي شهــــــــــــــــــــــــــــــــــــرزاد فهي من تقوم بسرد كل هذه الحكايات الاسطورية