موضوع: عادات الشعوب في المشروبات وسلوكياتهم إثناء الطعام الجمعة سبتمبر 16, 2011 10:45 am
عادات الشعوب في المشروبات
فإذا كانت العادات الغذائية للشعوب في الغذاء تختلف من منطقة إلى أخرى بفعل الطقس ودرجات الحرارة فان العادات تختلف أيضا في المشروبات
فمشروبات الشعوب في المناطق الباردة يعتمد على تناول مولدات الطاقة
ففي ألمانيا مثلا نجد انه لا مانع من تناول الشوربة الساخنة وغالبا شوربة الخنزير بكل درجاتها حسب ثقلها وسعراتها الحرارية مع كميات كبيرة من البطاطس المهروسة والمسلوقة مع شرائح اللحم المقدد ولا ينسى الالمانى البيرة حتى في الصباح ونفس الشيء في النمسا
أما في فرنسا وسويسرا حيث الجو أكثر دفئا يمكن للفرد أن يكتفي بشرائح من التوست مع الزبد والمربى وإذا كان الانجليزي يشتهر بالإفطار الكامل بحكم الجو والبرد فان الإفطار الكونتننتال مشهور في أمريكا اى شريحة توست مع قطعة زبد وملعقة مربى مع القهوة الأمريكية ولا ينسى الامريكى مج القهوة مع قطعة بسكويت أو فطيرة التفاح خاصة يومي السبت والأحد
وعن عادات الشعوب مع المشروبات نجد أن هناك مشروبات قومية تفرض نفسها على المواطن
فالأمريكي لاشيء عنده أفضل من الكولا شديدة التبريد وهو يشرب من الماء أكثر من أي شعب أخر وسبب ذلك الحر والعرق وهو يشربها مثلجة تماما كما يفعل مع الكولا كما أنه اخترع الشاي المثلج وتجده في المطاعم المكاتب والحفلات والبيوت ويأكل أيضا من الآيس كريم ضعف ما يأكل أي شعب أخر وهو لا يشرب الخمر إلا في البيت بين أسرته أو مع أصدقائه وما نراه من الافريكان أمريكان اى الأمريكيين من أصل افريقى أو الأمريكان لاتين وهم الامريكين من أصل أمريكا الجنوبية فهم يتناولون الخمور طول الوقت وإذا كنا في مصر نقول أن عندنا بين كل مقهى ومقهى مقهى فهناك بين كل حانة وحانة حانة أخرى وتعتبر تجارة الكحوليات والخمور من أنشط التجارات هناك الألمانى لايشرب الماء بالمرة والالمانى يفضل البيرة حتى خلال ساعات العمل أو وقت الراحة منتصف النهار وهو لا يشرب الماء بالمرة فهو يرى أن الماء خلق للغسيل فقط ويعوض حاجته من السوائل بالبيرة ربما لأنه يبحث عن سائل مولد للطاقة لمواجهة البرد والثلج
وعند الفرنسي فالنبيذ صباحا وظهرا وعصرا وعندما يأتي المساء
أما الانجليزي يفضل القهوة والشاي مع الإفطار والغذاء والعشاء أما شاي الخامسة فهو قدس الأقداس عند الانجليزي في البيت والمكتب أيضا
أما الصيني لاشيء غير الشاي بدون سكر
والإيطالي يعشق القهوة الاكسبرسو ثم النبيذ منزلي الصنع
وعن الاسباني ليس هناك أحلى من النبيذ البلدي صنع البيوت يشربونه صباحا ومساءا وحتى مطلع الفجر كوب الشاى عشق المصرى أما المصري فلا شيء عنده سوى كوب الشاي من بحري للصعيد واعلاانات الشاي تملأ الدنيا فكوب الشاي المصري هو مابقى عند المصري من مظاهر الحلو لذا يفضله المصري اسودا كثير السكر يشربه مع الإفطار والغذاء والعشاء في البيت والمكتب والحقل والشارع وعلى القهوة أيضا فعندما يكتمل شمل الأسرة يكون كوب الشاي هو القاسم المشترك للكبير والصغير الغنى والفقير ومع أن الصعيدي يشربه ثقيلا اسودا كثير السكر طبعا لمزاجه الحاد بينما البحراوى معتدل المزاج يشربه خفيفا مقبول السكر
والبافاريون من عاداتهم وكجزء من التراث تقديم البيرة للصبية ولا عيب في ذلك عندهم فهذا هو مقياس البلوغ
أما اليابانيون فهم رواد تناول الأرز لذا فقد صنعوا منه أيضا شرابا وهو الساكى والذي يشبه السوبيا المصرية ولكنه يذكرنا بالبوظة الشعبية المصرية والتي تصنع أصلا من تخمير القمح والشعير وبقايا الأرز وتقدم في أوعية فخارية وكان سابقا يقدمونها في فوارغ حبات جوز الهند
وبهذا نكون قد قدمنا نظرة عامة وشاملة عن عادات الشعوب في المشروبات
ونأتي الآن إلى سلوكيات الشعوب إثناء الطعام
فالايطالي يعلو صوته وهو يتناول الطعام ولا مانع عنده من الخناق وتبادل السباب وإطلاق النكات كل هذا وهو يأكل المعجنات بيتية الصنع ويعب عبا من النبيذ
والفرنسي يحول المائدة إلى جلسة حوار ونقاش يحل فيها مشاكل البيت والأهل والجيران وقد يمتد الطعام إلى ساعتين أو أكثر
أما الاسباني فهو ذواقة يقطع الأكل ليقوم إلى حلبة الرقص وتشده رقصات الفلامنكو بعد أن يكون قد شرب من النبيذ الكثير
أما اليوناني فلا يعيش بلا رقص وغناء ولا ينسى على المائدة زجاجات الرتسينا والاوزو والمقبلات أيضا من شرائح الجبن وحبات الزيتون الكلاماتا ومحشى ورق العنب اللذيذ
أما الامريكى فلا وقت يضيعه على المائدة فهو يأكل في الشارع وعلى الناصية وفى المكتب وبمحلات آلتيك اواى وفى السيارة وبساحات الانتظار كل ذلك إثناء الحوار والنقاش حول العمل فلا شيء عنده سوى العمل
وبالنسبة للمصري فموعد الطعام مرتبك مختلف فرب الأسرة في عمله طول اليوم والأم ترجع من عملها لتعد طعام الأسرة وهى منهكة متعبة والأبناء كل في دراسته فلا وقت تجتمع فيه الأسرة سوى يوم الإجازة الأسبوعية فالسعي وراء الرزق أضاع عند المصريين كل لذة فمن طابور العيش لطابور البنزين لطابور التنسيق بحث عن مكان لمدارس الأولاد إلى أخره جعل المصري لا يتمتع بأي طعم للحياة