من نفائس الأدب العالمي الخالدة. وقد سمي بعنوان أحد قصصه الهادفة فيمجموعها للوصول إلى مطلب واحد هو إصلاح الملك الظالم، كغيره من الكتب التي كتبت علىمنواله. انظر (فاكهة الخلفاء) في هذا البرنامج. وهو يمهد للقصة بحكمة، ثم يجعلالقصة تفسيراً لهذه الحكمة. كقوله: (إن الذي يعمل بالشبهة يكون قد صدق ما ينبغي أنيشك فيه...كالمرأة التي بذلت نفسها لعبدها حتى فضحها..إلخ) وفكرة الكتاب قائمة علىالحوار بين الفيلسوف (بيدبا) والملك (دَبْشليم) في سياق القصة الرئيسية التي انتظمتالكتاب والملخصة في عزم الفيلسوف الصابر على التصدي للحاكم الظالم وحماقاته، حتىنجح في تحقيق هدفه النبيل. وافتتحه بقصة (برزويه الطيب) الذي كان له الفضل في نسخهذه القصة من إحدى خزائن ملوك الهند. ومهما قيل عن أصل القصة الهندي، وترجمتهاالفارسية، فإن طابع الثقافة العربية ظاهر فيها، بل إن الأصل الهندي قد ضاع، وظلتالترجمة العربية هي المعول عليها في هذا الأثر النفيس كما يقول المرحوم عبد الوهابعزام في مقدمة نشرته للكتاب =معتمداً نسخة مكتبة أياصوفيا، وقد كتبت عام 618هـ=. ويفصل ابن القفع هدفه من هذه الترجمة تحت عنوان (غرض الكتاب) بأنه قصد به استمالةقلوب الملوك وأهل الهزل من الشبان، ليكثر انتساخه، ولا يبطل على مرور الأيام. ويدعوطالب الحكمة إلى إدامة النظر فيه، والتماس جواهر معانيه (ولا يظن أن مغزاه هوالإخبار عن حيلة بهيمتين، أو محاورة سبع لثور، فينصرف بذلك عن الغرض المقصود). وقدحذا حذوه كثيرون، لم تلق أعمالهم صدى يذكر. كترجمة عبد الله بن الأهواني، ومنظومةأبان بن عبد المجيد بن لاحق، الذي نظم كليلة ودمنة في (14) ألف بيت، وصلتنا قطعةمنها في كتاب الأوراق للصولي، وحاكاه في ذلك شعراء آخرون، منهم: علي بن داوود وبشربن المعتمر، وأبو المكارم أسعد بن خاطر. وقام بترجمتها إلى العبرية عليزار بن يعقوب (ت1232م) وهي غير ترجمة الحاخام يوئيل. وفي (بيروت 1964) أعاد إلياس خليل زاخر نشرةالكتاب معتمداً عدة نسخ هي: (نسخة أياصوفيا ونسخة مكتبة دير البشير بسوق الغرب، وقدكتبت عام 739هـ ومخطوطة نوري الكيلاني (حماة) المكتوبة عام 1200هـ ونسخة خليل اليازجي المعروفة بنسخة مكتبة صادر ببيروت، ونسخة المكتبة الأهلية ببيروت، المنقولةعن نسخة الشيخ جمال الدين القاسمي، وقد كتبت عام 1086هـ.). انظر مجلة العرب (س34ص20).