نعمة الصبر
انعم الله على المؤمن بنعمة الصبر على البلاء وهواكبر درجات التقوى لله عز وجل ان يتقبل المسلم امر ربه وقضائه بنفس راضية خانعة لحكمه سبحانه
ونجد اكثر الناس صبرا الانبياء عليهم السلام هم اروع قدوة في التحمل والصبر لنشر الدين الله عز وجل
هذا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم تحمل وصبرعلى اذى المشركين
مات أبنَه بين يديه وعمرُه سنتان،وكانت الدموع تسيل وتتساقط على ابنه الحبيب وهو صابرا لحك ربه وهو يقول
( تدمع العين، ويحزنُ القلب، ولا نقولُ إلا ما يرضي ربَنا، وإنا بفراقِك يا إبراهيمُ لمحزونون ).
مات خديجةُ زوجتُه وامرأتُه العاقلةُ الرشيدة،
ماتت العاقلة ماتت التي كانت تازرت في الشدائد يشتكي لها من المشركين فتقول له رضي الله عنها وارضاها
كلا واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا، إنك لتصلُ الرحم، وتحملُ الكلَ، وتعينُ الملهوفَ، وتطعمُ الضيفَ، كلا واللهِ لا يخزيكَ اللهُ أبدا. فتموتُ في عام الحزنِ فيكونُ من أصبرِ الناسِ لأن اللهَ يقولُ له: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
اي اشرق هذا الاشراق انه المحب لربه الراضي بقضائه الصابر المحتسب رسول الله صلى الله عليه وسلم اعظم قدوة
بشرى لنا معشرُ الإسلامِ إن لنا من العنايةِ ركنا غير iiمنهدمِ
لما دعا اللهُ داعينا iiلطاعتِه بأكرمِ الرسلِ كنا أكرم iiالأممِ
يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى: (كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء -صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].
الصبر أنواع
الصبر على طاعة الله كالصلاة والصيام والحج ...من العبادات التي تحتاج الى الصبر
فقد قال تعالىوَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ)البقرة45
الصبر على البلاء،كالمرض والموت والفقر وغيرها
قال تعالى =(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَوَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )البقرة الآيات153،154،155،156
الصبر على المعاصي
يجب على ان المسلم ان يكبح نفسه عن الشهوات والفتن فبذالك يصبر على كل ما يخرجه عن مسار الطهر والنقاء فبصبره عن المعاصي يرتقي بنفسه الى درجة الايمان الخالص لوجه الله وبذالك ينال اجرا عظيما
قال صلى الله عليه وسلم: (من أصيب بمصيبة في ماله أو جسده، وكتمها ولم يشْكُهَا إلى الناس، كان حقًّا على الله أن يغفر له).[الطبراني].
خاصة في هذا الزمان الذي انتشرت فيه المعاصي والفتن من صبر على ترك سماع الأغاني ،ومشاهدة الأفلام الماجنة ،ومن صبرت على ترك التبرج ،...من المعاصي والفتن
كيف تتحول أحزانك إلى عبادة ؟
ما الذي تحتسبه في صبرك؟
لماذا أنت حزين هكذا ؟ ...
وما هذه الهموم التي تخفيها بين أضلعك ؟...
لقد أتعبك الأرق والسهر، وذوى عودك وذهبت نضرتك...لماذا كل هذه المعاناة...؟
فهذا أمر قد جرى وقدر، ولا تملك دفعه إلا أن يدفعه الله عنك،
الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن الشكوى، والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما.
وهو خُلق فاضل من أخلاق النفس، يُمتنع به من فعل ما لا يُحسن ولا يَجْمُل.
وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها.
وقيل: ( هو المقام على البلاء بحسن الصحة كالمقام مع العافية ).
ومعنى هذا أن لله على العبد عبودية في عافيته وفي بلائه،
فعليه أن يحسن صحبة العافية بالشكر، وصحبة البلاء بالصبر.
وقد امتدح الله أنبياءه بالصبر و أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر بأكثر من آي
{ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ }(35 الاحقاف)
ان الصبر نعمة من نعم الله علينا اخص بها عباده المؤمنين اللذين اذآآ اصابتهم مصيبة قالوا
((انا لله وانا اليه راجعون ))
لكل من صبرت على مشقة وعناء التعب في تربية ابنائها تربيه صالحة وجعلت منهم جنود يخدمون الوطن والدين بعزيمة
لكل من صبرت على زوجها وجاهدت بكل مالديها من صبر لطاعة زوجها وحتى لو كانت على خلاف معه بالفكر ولكن كانت صابرة لكي تحتسب الاجر
لكل من فقدت زوجها ومات عنها وترك لها اطفال ترعاهم وتسهر على راحتهم وتربيتهم افضل تربية على دين وخلق
لكل ام اعزها الله بموت احد ابنائها فصبرت ورابطت واحتسبت آلأجر عند الله وكانت مؤمنة بقضاء الله وقضدره
فينبغي للعاقل أن يتفكر في ثواب المصيبة إذا استقبله يوم القيامة يودّ أن يكون جميع أقاربه وجميع أولاده
ماتوا قبله لينال الأجر وثواب المصيبة، وقد وعد اللَّه تعالى في المصيبة ثواباً عظيماً إذا صبر واحتسب قال تعالى :
اعد الله للصابرين اجرا عظيما قال تعالى
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)
[البقرة: 155-157]
قال تعالى
(قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ) [الزمر: 10].
* وقد ذكر الله هز وجل الصبرُ في القرآنِ في أكثرِ من تسعينَ موضعا، مرةً يمدحُ اللهُ الصابرين، ومرةً يخبرُ اللهُ بثوابِ الصابرين، ومرةً يذكرُ اللهُ عز وجل نتائجَ الصابرين، يقولُ لرسولِه صلى اللهُ عليه وسلم: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا رأيتَ الباطلَ يتحدى، وإذا رأيت الطغيانَ يتعدى: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا قل مالُكَ وكثرَ فقرُكَ وعوزُك وتجمعتَ همومُك وغمومُك: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا قتلَ أصحابُك وقل أصحابُك وتفرقَ أنصارُك: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا كثُرَ عليك الأعداء، وتكالبَ عليك البُغضاء وتجمعت عليكَ الجاهليةُ الشنعاء: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا وضعوا في طريقِك العقبات، وصنفوا لك المشكلات، وتهددوكَ بالسيئاتِ وأقبحَ الفعلات: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
- إذا مات أبناؤكَ وبناتُك وتفرق أقرباءُك وأحباؤكَ: ( فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ).
الخلاصة يجب علي كل مسلم ان يقتدي باهل الصبر والعزائم وياتبع نهج النبي صلى الله عليه وسلم و في صبره والعمل على تقوية ايمانه وقضائه لان قضاء الله نافذ لاماحالة
وأن ما أصاب الإنسان لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه. قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلا فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌلِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: 22-23].
الاجتهاد في تقوى الله والابتعاد عن الضيق والتعجل وعدم الرضاء والصبر على كل ما يصيبنا من خير وشر
نسأل المولى القدير أن يجعلنا من عبادة الصابرين .
واجعل عملنا هذا خاصا لوجهك وتقبله منا با ارحم الراحمين اللهم امين
وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا